أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلق بلاده من التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا بشأن ملف سد النهضة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده “أردوغان” مع رئيس مجلس السيادة السوداني “عبد الفتاح البرهان” في أنقرة، بحسب وكالة الأناضول.
وصرح الرئيس التركي: “ناقشنا أنا وضيفي البرهان قضايا إقليمية وثنائية، ونعبر عن أهمية العلاقات مع دول القرن الإفريقي، ونعبر أيضًا عن قلقنا بشأن ملف الإثيوبي الكبير. سد النهضة (..) نؤكد على ضرورة الحوار للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف “.
وأضاف: “بحثت مع رئيس مجلس السيادة السوداني العلاقات على مختلف المستويات، بما في ذلك الطاقة والبنوك والصناعات، وسنواصل دعمنا للسودان في إعادة إعمار البنى التحتية للبلاد”.
من جانبه شدد البرهان على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين قائلا: “من واجبنا الحفاظ على هذه الصلة بين بلدينا وشعبينا”.
وأضاف: “تركيا دولة رائدة في المنطقة والعالم، ووجدنا معاني الأصالة في هذا البلد … قدمت لنا تركيا الدعم في جميع المجالات، ودعمت التعليم في البلاد، ودعمتنا في مواجهة جائحة كورونا “.
وتابع: “السودان يمر بمرحلة انتقالية يقودها الشباب السوداني نحو الحرية. نحن ننظر إلى النموذج التركي، وهي تجارب قيمة نتمنى أن يستمتع بها كل السودانيين”.
واختتم البرهان حديثه بالقول: “هذه الزيارة لتعزيز أواصر التعاون الأخوي بين البلدين .. سنكون عازمين على تنفيذ هذا التعاون على أرض الواقع لخدمة الشعبين والشعبين الشقيقين”.
وفي ختام المؤتمر وجه رئيس مجلس السيادة السوداني دعوة للرئيس التركي لزيارة الخرطوم في القريب العاجل ووقعوا معًا عددًا من اتفاقيات التعاون الثنائي.
وفي وقت لاحق، عقد أردوغان والبرهان اجتماعا ثنائيا مغلقا في القصر الرئاسي في أنقرة تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام الإقليمي والدولي المشترك.
تطورت العلاقات بين أنقرة والخرطوم منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا في أواخر عام 2002، عندما وضع خطة طموحة لتعزيز التواصل مع الدول الأفريقية.
كما شهدت العلاقات الثنائية حركة واسعة منذ زيارة أردوغان للسودان في ديسمبر 2017، عندما وقع البلدان 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم في العديد من المجالات.
وتشمل هذه الاتفاقيات التعاون في مجالات التعليم والزراعة والصناعة والتجارة وصناعة الحديد والصلب والاستكشاف واستكشاف الطاقة وتطوير استخراج الذهب وبناء الصوامع والخدمات الصحية وتوليد الكهرباء.
رغم تغيير النظام الحاكم في السودان، زار نائب رئيس مجلس السيادة “محمد حمدان دقلو” تركيا في 27 مايو برفقة وفد ضم وزراء “الزراعة” و “الطاقة” و “الثروة الحيوانية”. وأعلنت “النقل” و “التنمية العمرانية” عن اتفاقية مع أنقرة لـ “تحديث كافة الاتفاقيات السابقة”.