تعد الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا نتاج إحباط واشنطن المتزايد تجاه أنقرة، الذي بدأ بوجه خاص في مطلع القرن الحالي، عندما بدأت تركيا في اتباع سياسة خارجية مستقلة، لم تكن بالضرورة متوافقة مع المصالح الأمريكية المحددة.

وببساطة فإنه كلما قاومت أنقرة مطالب أمريكا بصورة متزايدة، كلما زادت أمريكا الضغط عليها.

ويضيف “علي ديميداس”، أستاذ العلوم السياسية الأمريكي، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، أن أزمة منظومة الصواريخ الروسية “إس-400” مجرد أحدث ملامح هذه الدائرة المفرغة، كما أنها دليل واضح على أن واشنطن على حافة فقدان قبضتها على أنقرة تماما كما يتضح من تأكيد وزير الخارجية التركي مؤخرا “مولود جاويش أوغلو” على أن شراء المنظومة “صفقة منتهية”.

وأشار “ديميداس” إلى أن تحدي تركيا المتزايد لأمريكا بدأ يتصاعد مع تولي حكومة حزب “العدالة والتنمية” السلطة، في نفس الوقت الذي كانت تستعد فيه الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003.