وتشهد محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن توترا عسكريا بعد أن دفعت القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا عددا من الدوريات إلى محيط ميناء بلحاف الاستراتيجي الخاضع لسيطرة القوات الإماراتية والانفصالية منذ سنوات.

حاصرت القوات الحكومية، السبت، ميناء بلحاف الاستراتيجي، وتمركزت أمام بواباته الخارجية، دون القيام بأي عمليات عسكرية، بحسب مصدر محلي في المحافظة.

وأضاف المصدر أن الجيش وقوات الأمن أقامت، اليوم الأحد، عددا من النقاط الأمنية والعسكرية قرب منشأة بلحاف للغاز في مديرية رضوم شرقي المحافظة.

وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية كثفت عمليات التفتيش على الطريق الرابط بين مدينة المكلا ومنشأة الغاز في بلحاف.

وبحسب المصدر، نجحت هذه القوات في إحباط مؤامرة إرهابية كانت تحاول استهداف المنشأة الغازية، بعد أن ألقت القبض على شخصين بحوزتهما مواد متفجرة.

وبحسب المصدر، فإن هناك وساطات ومطالب للقوات الحكومية لإلغاء التطورات الأخيرة داخل المنشأة، وسحب القوات المدعومة إماراتيا التي توغلت في بلحاف، دون مزيد من التفاصيل.

وجندت قيادة القوات الإماراتية، خلال الأسبوعين الماضيين، العشرات من عناصر النخبة الشبوانية، وأجرت لهم تدريبات عسكرية مكثفة.

ولا يعرف ما إذا كانت القوات الإماراتية التي ترفض الانسحاب من الميناء الاستراتيجي ستلبي مطالب القوات الحكومية أم أن الوضع سيتدهور.

رغم سيطرة القوات الموالية للحكومة الشرعية على محافظة شبوة بأكملها، بعد هزيمة الانفصاليين في آب / أغسطس 2019، لا تزال القوات الإماراتية متمركزة في معسكر العلم وميناء بلحاف التابع لمشروع الغاز الطبيعي المسال الذي يتم إدارته. من قبل شركة “توتال” الفرنسية التي قادت تعليق الصادرات منذ عام 2015.

القوات الإماراتية ترفض الانسحاب من ميناء بلحاف والسماح للحكومة بإعادة تصدير الغاز المسال.

وكان محافظ شبوة “محمد صالح بن عديو” قد دعا قبل أيام، الإمارات إلى وقف تحويل موارد اليمن إلى بؤر التمرد، في إشارة إلى القوات الانفصالية الجديدة التي تم دفعها إليها.

“يجب أن تكون منشأة تصدير الغاز في بلحاف شريان حياة للناس في هذا الوقت الصعب، بينما تقومون بتحويلها من مصدر لجمع وتصدير الغاز وحفظ عملة البلاد واقتصادها إلى تجمع للميليشيات وتصدير للثوار. قال بن أديو.

وبحسب المصدر، فإن قيادة السلطة المحلية في شبوة تتحرك بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية التي تبلغها بالتطورات الجارية في المنشأة.

وصرح المصدر إن السلطات تدرس رفع دعوى قضائية أمام المحاكم المحلية ضد الإمارات، بسبب تحويلها منشأة الغاز إلى ثكنة عسكرية.

وأضاف أن قرار المحاكم اليمنية سيحدد خياراتها فيما يتعلق بإخلاء المنشأة الغازية من القوات الإماراتية، بما في ذلك الخيار العسكري بطردها من داخل تلك المنشأة.

وتكبد اليمن خسائر كبيرة نتيجة وقف تصدير الغاز الذي يقدر بنحو ستة مليارات دولار خلال السنوات الماضية.

للسنة السابعة على التوالي، تشهد اليمن حربًا بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري عربي بقيادة الجار السعودي، ومسلحي “الحوثيين” المتهمين بتلقي الدعم الإيراني، والذين يسيطرون على محافظات منها العاصمة، صنعاء، منذ سبتمبر 2014.

جعلت هذه الحرب معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينما الملايين على شفا المجاعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.