قبل أربعين عاما توفي الموسيقار المصري عمر خورشيد، واليوم أعلنت أسرته تلقي العزاء في فقيدهم، ولحقتهم أسرة الفنانة سعاد حسني التي أكدت قبول العزاء بموت ابنتهم قبل 20 عاما، وذلك بعد إعلان وفاة رجل نظام مبارك الأبرز صفوت الشريف بعد صراع مع سرطان الدم.

من جانبه، قال شقيق الموسيقار الراحل إيهاب خورشيد، إن شقيقه تم اغتياله في عملية خطط لها المجرم صفوت الشريف وأن معظم أفراد أسرته تم التنكيل بهم خلال العقود الماضية بسبب صراع قبل 40 عاما.

بعد ستة سنوات على محاكمات 1968 هدأت الأجواء قليلا، كانت هذه المدة الزمنية كافية لنسيان انحرافات قيادات المخابرات، وبعد سنوات قليلة من الاختفاء، ظهر الضابطط موافي “صفوت الشريف” مرة أخرى، ولكن هذه المرة باسمه وشخصيته الحقيقية، إذ استعان به الرئيس محمد أنور السادات في الهيئة العامة للاستعلامات، والمنوط بها مخاطبة الإعلام الأجنبي، حيث التحق “الشريف” بالهيئة عام 1974، وخلال 5 أعوام فقط أصبح رئيسا لها.

في عام 1977 عاد صفوت الشريف الذي يعتبر أحد مؤسسي الحزب الوطني أبرز رجال الرئيس، حتى تولى منصب وزير الإعلام منذ تولى محمد حسني مبارك الرئاسة عام 1981 وحتى 2004، تزامنا مع الإطاحة بالحرس القديم من رجال مبارك، وبداية مرحلة التمهيد لتوريث نجله جمال.

صدر كتاب “شاهدة على انحرافات صلاح نصر” في عام 1988 للفنانة اعتماد خورشيد، التي كانت زوجة بالإكراه لصلاح نصر، بعد أن أرغم زوجها مدير التصوير السينمائي أحمد خورشيد على الطلاق.

وأكدت اعتماد خورشيد أن معظم الفنانات تعرضن لمحاولات ابتزاز من “الشريف” غير أن فاتن حمامة وشادية ولبنى عبد العزيز ومريم فخر الدين والمذيعة ليلى رستم نجون من مخالبه.

صفوت الشريف كان يتبع العديد من الأساليب إلا أنها كانت معروفة للوسط الفني، ولم يكن ملك الجيتار الشاب عمر (نجل أحمد خورشيد) بعيدا عن الأحداث، فقد حاول “الشريف” إفساد حفل شم النسيم عام 1976 للفنان عبد الحليم حافظ “العندليب الأسمر” ضمن سلسلة ضغوطه وابتزازه لسعاد حسني التي كانت تربطها علاقة عاطفية بالأخير، إلا أن خورشيد تصدى “للشريف” في ذلك الوقت دفاعا عن أصدقائه، بحسب مذكرات سعاد حسني المنشورة بصحيفة روز اليوسف المصرية.

مضايقات الشريف لفنانة سعاد حسني لم تنتهي، فما كان منها إلا أن اشتكت إلى خورشيد، الذي انفعل عليه وهدده إن لم يتوقف عن الإيذاء فسوف يبلغ الرئيس السادات بما جرى.

عمل صفوت الشريف على تدمير مستقبل خورشيد الفني، وذلك بعد أن شارك في العزف بحفل البيت الأبيض احتفالا بإعلان مصر تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأسهم الشريف في إطلاق شائعات حول خورشيد تسببت في إلغاء حفلاته بعدد من الدول العربية، ومنع دخوله تلك البلاد.

ولم يكتف بذلك، بل أبلغ السادات أن خورشيد على علاقة بابنته، فثار الرئيس الراحل لدى سماعه تلك الشائعة وطلب التعامل بصورة قانونية مع خورشيد.

وفي الليلة الأخيرة من حياة خورشيد، وأثناء خروجه بصحبة زوجته من حفل عشاء في منزل إحدى الفنانات، لاحظ 3 أشخاص في سيارة بدون لوحة معدنية يحاولون استفزازه بتوجيه السباب له ولزوجته والتضييق عليه، وبعد مطاردة طويلة انتهت بارتطام سيارة خورشيد بقوة بأحد أعمدة الإنارة، تحطم فيها زجاج سيارته وطار جسده خارجها، مما تسبب بجروح ذبحية في الرقبة والصدر، ونقل بعدها وزوجته إلى المستشفى، لكنه توفي في الحال، وأصيب زوجته بانهيار عصبي وإجهاض جنينها “الابن الوحيد المنتظر”.

ونشرت سعاد حسني مذكراتها بصحيفة روز اليوسف، فقد صرح الموسيقار محمد عبد الوهاب إلى صحيفة لوموند الفرنسية بأن وفاة خورشيد كانت مؤامرة سياسية.

الصراع المعلن بين سعاد حسني وخورشيد من جهة و”الشريف” من جهة أخرى، يقابله صراعات خفية من قبل ضحايا “موافي” لسنوات، وربما لن يفصح أصحابها عنها، إذ اكتفوا بانتظار عدالة السماء تجاه “الشريف” الذي لم تتسبب وفاته في حالة الجدل المعتادة السائدة بعد موت رجال السياسة بالعهود السابقة، بل فتحت ملفاته السابقة باعتباره الصندوق الأسود لفترة طويلة من عمر الجمهورية المصرية.