لاحظنا الفترة الأخيرة هرولت بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع والشعوب العربية مغلوب على أمرها ولا تملك من أمرها شيئاً لكنه مطلوب منها أن تقول كلمتها في ظل التنازل المتراكم من قبل الأنظمة. جميعنا يتذكر مواقف العز لبعض حكام العرب السابقين تجاه القضية الفلسطينية مثل الشيخ زايد والملك فيصل وغيرهم، حيث أنهم جعلوا لهم ولشعوبهم مكانة في نفوسن الفلسطينيين، فمن شدة حبهم لهم أطلقوا أمائهم علي مدنهم وشوارعهم كمدينة الشيخ زايد ومدينة حمد والحي السعودي والحي الامراتي كنوع من التكريم لمواقفهم وما زلت تلك المواقف راسخة في قلوب وعقول الفلسطينين.
فإسرائيل وأمريكا تعتبران بعض الأنظمة العربية كالملابس وقتما أصبحت بالية خلعوها واستبدلوها بملابس جديدة وذلك من أجل تحقيق مآربهم التي تتغير بتغير الحكام. تعلمنا أن التاريخ لا يرحم أحد، وتوالت لأسماعنا وعقولنا وتناقلت لنا الأخبار أنه من يوالي عدوه لن يصل لمراده، لأن الفطرة العربية السليمة تعني أن تبتعد عن أي تأييد للكيان الغاصب الذي أقيم على دماء العرب في فلسطين والشواهد كثيرة وكبيرة وجلية لكل صاحب عقل لبيب. نكبة ال48 خير شاهد على بشاعة الكيان الصهيوني، حيث إن الصهاينة شردوا وقتلوا ونكلوا بالفلسطينيين وهجروهم الى منافي الشتات ليقيموا دولتهم على أشلاء الفلسطينيين ودمائهم. الذي لم يستوعبه عقل عربي أصيل ان يضع العرب أيديهم بأيدي القتلة والمجرمين ويؤسسوا لمرحلة تعايش معهم تحت مسمى التعايش من اجل السلام عبر اتفاقيات خزي وعار لن تجلب لهم الا المزيد من سواد الوجه والذل، حتي لو كانت إرضائاً لترمب من أجل بعض المصالح، فها هو ذهب ترمب وبقي عار التطبيع.
بكت عيني وأصابتني قشعريرة في جسدي حينما رأيت تسارع بعض الأنظمة العربية لتوقيع اتفاق سلام وتعايش مع الصهاينة، مبررين بذلك جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، فأي صاروخ تقصف به إسرائيل غزة ويقتل الاطفال والصغار والكبار سيكون بمباركة هذه الدول وتأييدها والتي أمس قد كشفت لنا سوءاتهما تجاه قضية فلسطين القضية الواضحة الكاشفة الرافعة الخافضة.
لا أعلم كيف نام العرب وفي البيت الابيض وإسرائيل يرقصون فرحاً وطرباً على توقيع اتفاق التطبيع, هل ناموا وهم يحتسون نبيذ كفار قريش وهم يجتمعون لقتل محمد صلى الله عليه وسلم طالبين العون من الشياطين لوأد الدين الجديد في مهده والذي جاء به محمد ابن عبد الله فقد جربوا معه الحصار والمنح والعطايا ولم يتراجع ,وهاهم اليوم يجتمعون لتوقيع اتفاقيات جديدة، لقتل وذبح الشعب الفلسطيني تحت مسمى التعايش ,الشعب الذي جربوا معه الحصار والمنح والعطايا ولم يركع ولم يستسلم ,وكل يوم يسطر صفحات عز من جديد وما خفي أعظم. أغلب الأنظمة العربية قامت على التغني بالقضية الفلسطينية وحينما يعتلي أحدهم كرسي الحكم ويتمكن منه يبطش بالقضية الفلسطينية مراعياً أن بقائه على هذا الكرسي هو تطبيق ما يريده الصهاينة وأن يعطي قسم الولاء للصهاينة في الحديقة الخلفية لقصره في أي قصر عربي يوجد مكتب للموساد الصهيوني يخطط ويرسم والعربي المطبع ينفذ المتتبع لكثير من اتفاقيات وحروب الصهاينة يجد تاريخها مربوط بتاريخ توراتي عندهم أو تاريخ ذل مرتبط بالعرب وهذا ما حصل أمس في ذكرى اتفاقية الذل والعار أوسلو حصل توقيع الدول المطبعة في البيت الأبيض لاتفاقية سلام جديدة الغريب في الأمر ان الدول المطبعة ليس لها عداوات منذ نشأتها مع الصهاينة ولكنهم قالوا في مبرر التوقيع أنه من اجل وقف الحروب وطلباً للحل العادل للقضية الفلسطينية. أيها المطبع العربي ان أصحاب الحق لا ينسون وجيل بعد جيل، كبارهم يسلمون صغارهم سر هذه الأرض ومفاتيح هذه الأرض وقسم العقيدة الذي هو في قلب كل فلسطيني وعقله أن فلسطين جزء من العقيدة السليمة للمسلم والعربي الأصيل الذي لا يمكن التنازل عن شبر منها ولو هزلاً ولا يحق لأحد كان من كان أن يتنازل عنها والتاريخ لن يرحمكم وسيذكركم في صفحات الذل والعار والخزي والشنار، فالتاريخ لا ينسى والحق لا يضيع طالما بقي صاحب الحق ثابت ومدافع عن حقة، ودولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة.