واعتبر الخبير الاقتصادي الكويتي “محمد البغلي” أن الاستثمار الخليجي في كرة القدم الأوروبية “غير مجد” اقتصاديا، لكن من الممكن من خلال هذه الاستثمارات الاستفادة من التجارب الأوروبية في تطوير الرياضة الخليجية.

وصرح البغلي، في مقال نشرته صحيفة الجريدة الكويتية، إن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي مؤخراً على نادي نيوكاسل بقيمة 300 مليون جنيه، فتح الباب لمجموعة من التساؤلات حول جدوى الاستثمار السيادي الخليجي. استحواذ المؤسسات على الأندية الأوروبية “.

وأجاب: “من خلال النتائج المالية لأكبر الأندية في العالم التي تسيطر عليها الأندية الأوروبية، نجد أن العوائد المالية للاستثمار الرياضي بشكل عام غير مجدية”.

وتشير النتائج المالية لموسم 2017-2018، أي قبل أزمة “كورونا”، إلى أن أعلى الإيرادات التي حققها ناد في العالم كانت لبرشلونة. وبلغت إيراداتها 914 مليون يورو، فيما بلغ صافي أرباحها 13 مليونا فقط، أي ما يعادل 1.42٪ من إجمالي الإيرادات، وهو عائد ضئيل مقارنة بأي عائد استثماري آخر، بحسب “البغلي”.

بينما سجل منافسه التقليدي ريال مدريد إيرادات بلغت 750.9 مليون يورو، في الوقت الذي بلغت فيه أرباحه 43 مليونًا، أي ما يعادل 5.7٪ من إجمالي الإيرادات.

أما الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد كان نادي مانشستر يونايتد الأعلى ربحًا، بقيمة 590 مليون جنيه إسترليني، لكنه سجل في ذلك العام خسارة صافية قدرها 37 مليونًا.

أما عن الأندية الأكثر شعبية في الدوريات الأوروبية الأخرى، فقد حقق بايرن ميونيخ في الدوري الألماني صافي ربح قدره 29 مليون يورو، من إيرادات 657 مليونًا بنسبة 4.4٪، فيما حقق نادي يوفنتوس الإيطالي إيرادات بلغت 504 مليون يورو في الدوري الألماني. نفس الموسم مما أدى إلى خسارة حوالي 19 مليون.

أما بالنسبة للاستثمار السيادي الخليجي في الأندية الأوروبية، فنجد أن مانشستر سيتي حقق إيرادات بلغت 535.2 مليون جنيه، فيما بلغت أرباحه 10.1 مليون، بنسبة 1.8٪، مقابل عائدات 542 مليون يورو لباريس سان جيرمان، مسجلاً أرباحًا قدرها 31.5 مليون. بنسبة 5.8٪.

وتتفاوت إيرادات الأندية الأوروبية ما بين إيرادات بيع اللاعبين، والبث التلفزيوني، والتذاكر، وبيع المنتجات، والرعاية والتسويق، بينما تعتبر المصاريف من أهمها شراء اللاعبين وتطوير البنية التحتية للنادي. .

رعاية أو حيازة

وأشار البغلي إلى أن الاستثمار الرياضي لا يقاس فقط من حيث العائد المادي، بل يقاس فقط بالعائد المادي. هناك فوائد يمكن تحقيقها إذا تم استخدامها بشكل جيد.

الأندية الأوروبية، وخاصة في ما يسمى بطولات الدوري الخمس الكبرى (إنجلترا – إسبانيا – إيطاليا – فرنسا – ألمانيا)، لديها قاعدة جماهيرية عبر القارات، خاصة في الولايات المتحدة وشرق آسيا ؛ وبالتالي، يمكن استثمار هذه الأندية كنافذة مهمة لتسويق دول الخليج التي لديها مشاريع سياحية، على سبيل المثال، أو الشركات الكبرى مثل الخطوط الجوية الخليجية.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الخطوط الجوية القطرية ترعى عدة أندية مثل: برشلونة الإسباني، وروما الإيطالي، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وبوكا جونيورز الأرجنتيني.

أما طيران الإمارات فهي ترعى نادي مانشستر سيتي بينما ترعى طيران الإمارات نادي أرسنال.

وتساءل البغلي في هذا الصدد: هل دخول الصناديق السيادية الخليجية مع كبرى شركاتها (الطيران) في رعاية الأندية العالمية الكبرى، واستغلالها كمنافذ تسويقية، أكثر جدوى من الاستثمار في عقارات الأندية ذات العوائد المالية المحدودة؟

وأجاب: ربما يكون الاستثمار في التسويق أكثر فائدة من الاستثمار في العقارات، لكن المنفعة الحقيقية والمطلوبة التي لا يجب أن تغفلها دول الخليج، هي كيفية الاستفادة من التجارب الأوروبية المتقدمة في تطوير كرة القدم في دول الخليج المستثمرة، و العمل على الانتقال إلى الاحتراف الرياضي. الكامل بالإضافة إلى توأمة العمل مع الأندية الأوروبية لتدريب وتطوير مهارات الفرق الشبابية والشبابية في هذه الدول الخليجية.

وأضاف: “العائد هنا هو الاستثمار في الشباب والاستفادة من آليات الإدارة المتقدمة لتطوير الرياضة الخليجية، مما يسمح بمنافسة أقوى الفرق في العالم. الاستثمار عندما يكون بمئات الملايين من الدولارات يفترض أن يحقق التنمية أو عوائد بشرية إذا لم تحقق عوائد مالية “.

بالإضافة إلى استثمار الصندوق السيادي السعودي في نيوكاسل، يستثمر صندوق أبو ظبي السيادي في مانشستر سيتي، ويستثمر الصندوق السيادي القطري في باريس سان جيرمان.

كما تنتشر ممتلكات المليارديرات العرب في العديد من الأندية الأوروبية مثل عقار الملياردير المصري “محمد الفايد” الذي كان أول عربي اقتحم عالم الاستثمار الرياضي بشراء نادي “فولهام” الإنجليزي في 1997 ثم رجل الأعمال المصري “عاصم علام” الذي استثمر في نادي “هال”. سيتي، إنجلترا، وكذلك الأمير السعودي عبد الله بن مساعد آل سعود، الذي اشترى شيفيلد يونايتد في فئة “البطولة”.