حذر علماء من ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد تقاوم عمل اللقاحات الحالية، وهو ما قد يعيد المعركة ضد الوباء لأكثر من عام.
قالت المجموعة العلمية لحالات الطوارئ (SAGE)، وهي هيئة استشارية حكومية في المملكة المتحدة، إن ظهور متغير جديد يقاوم اللقاحات هو “احتمال واقعي”، وينظر إليه على أنه أحد المخاطر الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم كورونا. الأزمة الوبائية مرة أخرى بحسب ما أوردته. صحيفة الجارديان.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عضو المجموعة البروفيسور “جراهام ميدلي” قوله: “من الواضح أنه أمر يجب على المخططين والعلماء أخذه على محمل الجد لأنه سيعيدنا”.
وأضاف أن “أي نوع جديد قادر على التغلب على المناعة المكتسبة سيكون فيروساً جديداً”، مشيراً إلى قدرة العلماء على الوصول إلى لقاحات جديدة في وقت سريع، إلا أن الوضع الوبائي سعيد منذ أكثر من عام.
وتابع: “نأمل أن يكون التطور الفيروسي بطيئًا، بحيث تظهر متغيرات جديدة بعيدة المنال بشكل هامشي ولا تحقق قفزة كبيرة” للهروب من الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الحالية.
وفي السياق، قالت مصادر حكومية إن هيئة الصحة العامة في إنجلترا تراقب الوضع عن كثب من خلال المتابعة السريعة للتسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد.
وصرح متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية إن برنامج التطعيم قد بنى “جدارًا دفاعيًا”، مضيفًا: “نحن ملتزمون بحماية تقدم اللقاح بأكثر من نصف مليون عينة من التسلسل الجيني للفيروس حتى الآن”.
بالتزامن مع التحذيرات التي أصدرها علماء في المملكة المتحدة من تفشي سلالات جديدة من الفيروس، أظهرت بيانات حكومية في الولايات المتحدة الأمريكية أن دخول مرضى كورونا في المستشفيات في الثلاثينيات من العمر وصل إلى مستوى قياسي.
وتشير هذه البيانات إلى أن الدلتا المتحورة من فيروس كورونا المستشري في الولايات المتحدة منذ يوليو الماضي، أدى إلى زيادة حالات المرض الشديدة لمن لم يتلقوا اللقاح الكامل.
في بداية الوباء تجنب كثير من المصابين بكورونا الذين لم يتجاوزوا التاسعة والثلاثين من العمر دخول المستشفيات، لكن الأرقام الحالية تشير إلى وجود وفيات بين هذه الفئة مما يضع المسؤولية على محور الدلتا.
تم اكتشاف دلتا لأول مرة في الهند قبل اندلاع المرض الهائل في البلاد في أبريل الماضي، ثم انتشر في جميع أنحاء العالم.
تساهم اللقاحات في الحماية من المرض الشديد والوفاة، لكن فعاليتها ضد عدوى دلتا المتحورة أقل نسبيًا من الفعالية التي سجلتها تلك اللقاحات مع السلالة الأولى من الفيروس.