فاز الباحث الفلسطيني صلاح الصادي من جامعة غزة على الجائزة الأولى في فئة الأفراد، التي أطلقتها لأول مرة منظمة المجتمع العلمي العربي (ARSCO) تشجيعا للباحثين العلميين في الوطن العربي.
وأثبت الصادي أن البحث العلمي في قطاع غزة، الذي يعاني الكثير من المشاكل بسبب العزلة والحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة؛ له ما يميزه على المستوى العربي.
وتتكوم الجائزة من فرعين: الأولى مخصصة لفئة الأفراد التي عادت للباحث صلاح الصادي، والثانية مخصصة لفئة المؤسسات التي عادت لوزارة الزراعة والثروة السمكية لسلطنة عمان؛ وذلك بفضل مشروع لتصميم وتصنيع وتثبيت وحدات من الشعاب المرجانية الاصطناعية. وتبلغ قيمة الجائزة 5 آلاف دولار لكل فئة، وأقيم حفل تكريم الفائزين يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي في العاصمة القطرية الدوحة.
وكان مشروع الباحث الصادي في قطاع المياه، الذي كانت فكرته الأساسية الإسهام في إيجاد حل للمشاكل التي يعرفها قطاع غزة في التزود بمياه الشرب والسقي.
وأكد الصادي في حديث خاص بـ “نبض الخليج” أن المشروع يهدف إلى معالجة المياه من النترات وبعض الملوثات باستخدام التكنولوجيا الخضراء المتمثلة أساسا في خليط حيوي من بذور الشيا، وتتم معالجتها بطرق صديقة للبيئة من دون أي إضافات كيميائية، حيث يتم استخدام هذا الخليط كمرشحات لمعالجة وتصفية المياه من التلوث بنسبة 95%”.
وذكر المشاكل التي يعاني منها سكان قطاع غزة في التزود بمياه الشرب قائلا إن “مشكلة المياه في قطاع غزة تزداد حدة يوما بعد يوم بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع تعداد السكان، والتلوث الكبير في المياه الذي جعلها غير صالحة للشرب؛ لذلك جاءت فكرتي للمساهمة في حل هذه الأزمة”.
ويرى الصادي أن مشروعه قابل للتجسيد على أرض الواقع، وبطرق سهلة، ولكنه يحتاج إلى من يتبنى المشروع ويسهم في تطويره ودعمه ماديا”.
وأشار إلى وجود من الكفاءات العلمية القادرة على تحقيق الإنجازات، لكن تشكل القدرات المادية عقبة كبيرة امام ذلك؛ فالحكومة لا يمكنها توفير كل متطلبات البحث العلمي أو تمويل المشاريع البحثية أو حتى دفع ثمن الفحوص المخبرية، وهذا خلق نوعا من الإحباط لدى الباحثين الذين فضل الكثير منهم الهجرة”.
ويعاني البحث العلمي في غزة مشاكل سياسية كثيرة بسبب القيود المفروضة على الجميع في المعابر والحدود أو السفر إلى الخارج، ويضاف إلى ذلك ضعف التعاون مع الجامعات العربية، وهو ما شكّل عزلة لهذا القطاع”.
ويتمنى الصادي أن تسهم الجائزة التي فاز بها في دفع عجلة البحث العلمي في قطاع غزة، وأن تكون مقدمة لتعاون عربي، والإسهام في فك العزلة التي يعيشها الباحثون في هذا القطاع.