من المقرر أن تكون مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، مختلفة بشكل كبير عن كل مراسم التنصيب السابقة؛ نظرا للاحترازات الصحية بسبب انتشار فيروس كورونا، والمخاوف الأمنية المتزايدة بعد اقتحام المتطرفين الموالين للرئيس دونالد ترامب مبنى الكابيتول.
وقررت اللجنة المنظمة للاحتفال أن تُغيب الحشود الكبيرة من المواطنين ممن كانوا يحرصون على المشاركة في مشاهدة مراسم التنصيب كل 4 سنوات، كما يتوقع أن يغيب عن المراسم الرئيس ترامب، الذي تشير تقارير إلى مغادرته واشنطن مبكرا صباح يوم التنصيب.
وستبدأ الاحتفالات الافتتاحية مع النشيد الوطني والصلاة في الساعة 11:30 صباحا بتوقيت واشنطن، ثم يتوقع أن تؤدي نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس اليمين الدستورية أمام قاضية المحكمة العليا سونيا سوتومايور.
يلي ذلك أداء الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا، القاضي جون روبرتس، عند 12 ظهرا في الجانب الغربي من مبنى الكابيتول، ثم يلقي خطاب يوم التنصيب، الذي يتعرض فيه للخطوط العريضة لسياسته المستقبلية.
وسيشهد الحفل مشاركة نحو ألف ضيف فقط، غالبيتهم من أعضاء الكونغرس وضيوفهم، ولم تتخذ هذه الخطوات فقط لأسباب أمنية؛ بل اتخذ القرار منذ أسابيع بسبب احترازات انتشار فيروس كورونا.
وبعد أداء اليمين سوف ينتقل الرئيس الامريكي إلى الجهة الشرقية في مبنى الكابيتول للقيام بتقليد قديم يتمثل بتحية ممثلي الفروع الرئيسة للقوات العسكرية.
ثمم سيقوم الرئيس الجديد ونائبته بصحبة الرؤساء السابقين إلى جانب زوجاتهم، بالذهاب إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية بولاية فرجينيا لوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول.
وبايدن عقب ذلك بالسير من الشارع رقم 15 يرافقه ممثلون لكل أفرع القوات المسلحة إلى داخل البيت الأبيض، الواقع بين شارعي 15 و17 لبدء مهامه الرئاسية.
ويمثل الخطاب الافتتاحي للرئيس الجديد فرصة لعرض جدول أعماله ورؤيته للشعب والعالم، وطالما تضمنت الخطب السابقة للرؤساء الأميركيين عبارات شهيرة، منها ما قاله الرئيس جون كينيدي في يناير/كانون الثاني 1961 “لا تسألوا ما يمكن أن تفعله بلدكم من أجلكم، اسألوا عما يمكنكم القيام به من أجل بلدكم”.
ومن المتوقع أن يضع خطاب الرئيس الأمريكي الججديد رؤيته لمواجهة فيروس كورونا، وإعادة بناء أميركا مرة أخرى بشكل أفضل، وتوحيد الأمة المنقسمة.
وقرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عدم المشاركة في حفل تنصيب بادين، في مخالفة 150 عاما من التقاليد السياسية الأميركية الراسخة، ومن المعتاد أن يجلس الرئيس المنتهية ولايته إلى جانب الرؤساء السابقين خلف الرئيس الجديد؛ مما يرمز إلى سلاسة الانتقال السلمي للسلطة.
يأتي يوم 20 يناير/كانون الثاني بعد أسبوعين من اقتحام مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترامب، وعلى هذا النحو هناك ترتيبات أمنية لم تشهدها مراسم تنصيب أي رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة.
واستعانت القوة الامنية بأكثر من 25 ألف جندي من قوات الحرس الوطني لعدة ولايات؛ استجابة للمخاوف الأمنية.
وأغلقت منطقة قلب العاصمة، التي تشمل المول الوطني أمام الجمهور، وحظرت المنطقة المحيطة بالبيت الأبيض ومباني الكونغرس والشوارع المحيطة بهما.