أعلن لبنان الحداد الرسمي، اليوم الاثنين، على ضحايا القارب الذي غرق الليلة الماضية قبالة سواحل طرابلس (شمال)، قبل تصاعد المطالب بإجراء تحقيق “سريع وشفاف” يكشف ملابسات غرق القارب.

وصرحت السلطات اللبنانية، إنها نجحت في إنقاذ 47 شخصًا أحياء وانتشال 8 جثث، فيما تجري عملية البحث عن المفقودين من قارب الهجرة غير النظامي الذي كان يقل أكثر من 70 شخصًا.

وأضاف بيان صادر عن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الأحد: “نعلن الحداد الرسمي غدا على ضحايا القارب الذي غرق الليلة الماضية قبالة طرابلس، ورفع الأعلام على كافة الدوائر والمؤسسات الرسمية والبلديات، وتعديل البرامج المنتظمة في محطات الإذاعة والتلفزيون “. تماشيا مع المناسبة الحزينة.

وأضاف البيان أن “ميقاتي” اتصل بوزير الشؤون الاجتماعية “هيكتور حجار”، وطالبه بالتوجه إلى طرابلس وتقديم كل ما يلزم لذوي الضحايا.

كما كلف ميقاتي الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير بالوقوف الى جانب عائلات الضحايا وتقديم كل مساعدة ممكنة لهم.

من جهته دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الجهات الأمنية والقضائية المعنية إلى إجراء تحقيقاتها بسرعة وبشفافية مطلقة، للكشف عن ملابسات هذه الجريمة الدائمة بحق أبناء الشمال، وفرضها. أشد العقوبات بحق الجناة.

في غضون ذلك، قال رئيس تيار المستقبل السني، سعد الحريري، على موقع تويتر: “عندما تصل الأمور إلى المواطن اللبناني يلجأ إلى قوارب الموت هربًا من جحيم الدولة، فهذا يعني أننا أصبحنا في حالة سقوط”.

وأوضح الحريري أن الشهادات التي أدلى بها ضحايا قارب الموت خطيرة، ولن نقبل بدفنهم في بحر المدينة، داعياً إلى تحقيق سريع يكشف الظروف ويحدد المسؤوليات.

وانتشرت مقاطع فيديو لناجين على مواقع التواصل الاجتماعي ادعوا فيها اصطدام زورق عسكري بقاربهم مما أدى إلى غرقه، لكن الجيش نفى هذا الحادث.

وأوضح قائد القوات البحرية العقيد هيثم الضناوي، في مؤتمر صحفي، أن البحرية حاولت منع المركب من استكمال مساره، إلا أن قائده اتخذ قرارًا بإجراء مناورات للفرار من الحارس بشكل أدى إلى اصطدمت به مما تسبب في حدوث تشققات في القارب وسرعان ما تسرب الماء إليه. لقد غرق في ثوانٍ بسبب الوزن الزائد على متنه.

وأضاف أن القارب تجاوز طاقته العادية 15 مرة.

وتابع: “القارب الذي غرق عام 1974 صغير، طوله 10 أمتار وعرضه 3 أمتار، والحمل المسموح به 10 أشخاص فقط، ولم تكن هناك سترات نجاة أو سترات نجاة”.

تتزايد محاولات اللبنانيين والسوريين للهجرة بصورة غير شرعية من لبنان إلى دول أوروبية، في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وزيادة معدلات الفقر، في بلد يمر بأزمة صنفها البنك الدولي على أنها واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.