اليوم الآخر هو اليوم الذي تبعث فيه المخلوقات للحساب والجزاء، وهو يوم القيامة، ويدخل فيه ما كان مقدمةً له كالحياة البرزخية، وأشراط الساعة، وسُمّي باليوم الآخر لأنّه آخر أيّام الدنيا، أو آخر الأزمنة المحدودة أو لتأخره عن الدنيا، فلا يوم بعده، وذلك أنّ أهل الجنّة يستقرّون في منازلهم، وأهل النار يستقرون في منازلهم.
ولليوم الآخر أسماء عديدة، وهذا دليل على عظمته، ومن أسمائه: يوم البعث ويوم الحساب ويوم الوعيد، وغير ذلك.
مفهوم الإيمان باليوم الآخر كيف يكون الإيمان باليوم الآخر وماذا يتضمّن؟
إنّ الإيمان باليوم الآخر هو التصديق الجازم واليقيني بحدوث كل ما أخبر به الله -عزّ وجلّ- في كتابه العزيز، وكل ما أخبر به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ممّا سيكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وأحوال يوم القيامة وما فيها من البعث والحشر والصُحف والميزان والحساب والحوض والجنة والنار، وغير ذلك من الأمور الثابتة في القرآن أو السنّة النبوية.
والإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان، ولا يصحّ إيمان العبد إلّا بالإيمان بها جميعها، فهو فريضة واجبة، وكثيرًا ما قَرَن الله تعالى بين الإيمان به سبحانه والإيمان باليوم الآخر في القرآن الكريم، فتحقيق هذين الركنين يعني الإيمان بالمبدأ والإيمان بالمعاد، فمن لا يؤمن باليوم الآخر لا يمكن أن يكون إيمانه كاملًا، لأنّ الإيمان بهذا اليوم هو الدافع الرئيس في العمل للآخرة، فالإنسان يعمل الصالحات رغبةً بالثواب ويترك المعاصي خوفًا من العقاب.
الإيمان باليوم الآخر يتضمّن الإيمان بأمور عدّة، منها:
الإيمان بما يكون قبله ممّا يُعد مقدّمة له، كالموت وعذاب القبر وأشراط الساعة.
الإيمان بالبعث، والبعث حق ثابت دلّت عليه النصوص الشرعية من قرآن وحديث، بالإضافة إلى إجماع المسلمين على حصوله.
الإيمان بالحساب والجزاء، فالله تعالى سيُحاسب العبد على ما قدّم من الأفعال، وهذا ثابت في القرآن والسنة والإجماع.
الإيمان بالجنة والنار وأنّهما المستقر الأبدي للعباد.
لماذا سمي اليوم الآخر بهذا الاسم:
قد سُمِّي باليوم الآخر؛ إذ لا يوم بَعده؛ قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[٤][٣]