رمضان واحة الشهور، فيه تستريح النفوس من وعثاء سائر الشهور، ومنه تتزوّد وتتقوّى لمتابعة المسير؛ أما الرمضاء فهي ما يصيب الأرض من شدّة حرارة الشمس. فلماذا حمل هذا الشهر النديّ ذلك المعنى الشديد الحرارة؟
الجذر “ر م ض” يدل على معنى الحِدّة في شيء من حَرّ وغيره.
فالرَّمَضُ هو شدّة الحَرّ، ومن هنا سُمي ما تسبّبه الشمس من شدّة الحرارة في الحجارة أو الرمل “رمضاء“. وكان القدماء يستغلون هذه الحرارة الشديدة في صيد الظباء، فيتبعون الظبي في وقت الهاجرة حتى إذا أرهقوه وتفسّخت قوائمه من شدّة الحَر أخذوه، ويسمون ذلك: “التّرمُّض“، أما رَمْض الغنم فهو أن ترعَى في شدّة الحَرّ.
هذا عن الظباء والغنم، أما الفِصال (ومفردها الفَصيل، وهو ولد الناقة) فإن رَمَضها هو أن تبركَ حين يشتد الحَرّ من النهار وتحرق الأرض خفافها، وهو وقت الضحى، وفي فضل صلاة النافلة في هذا الوقت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة الأوّابين إذا رمِضَت الفصال”.