يسأل الكثير من الناس عن من هو الصحابى الذى اهتز له عرش الرحمن، ومن هذا الذي استحق هذه المنزلة الرفيعة عند الله؟ ومن هذا الذي لم يهتز عرش الرحمن لأحد قبله؟ إنه سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الأوس. والذي باع نفسه وأهله وقومه لله تعالى. فكان من أهم عوامل انتصار الإسلام وإقامة دولته الأولى في المدينة المنورة ونتساءل بم استحق هذا؟ هما أمران. الأول أنه جعل الإسلام هو حياته كلها فهو أول كل شيء وآخر كل شيء. يساوم على أساس الإسلام ويحارب على أساس الإسلام ويحيى في كنف الإسلام.

الأمر الثاني أن حياته كلها كانت مرتهنة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإشارة منه. ونأتي إلى الأمر الأول: فقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة يدعو أهلها إلى الإسلام ويعلمهم القرآن. وكان ممن أسلم على يديه أسيد بن حضير رضي الله عنه ابن خالة سعد بن معاذ الذي كان سيد الأوس وبني عبد الأشهل. وكان أسيد كغيره من المسلمين حريصاً على أن يسلم الناس جميعاً لأنه رأى في الإسلام سعادة الدنيا والآخرة. وكما أعطاه الله تعالى نعمة الإسلام يحب أن ينالها غيره. إذ أن المسلم يحب للآخرين ما يحبه لنفسه. ومن كان أنانيا لا يحب إلا نفسه فليس من الإسلام في شيء.

ذلك الصحابي هو سعد بن معاذ رضي الله عنه زعيم الأوس إحدى قبائل الأنصار في المدينة، روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ـ وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم ـ “اهتز لها عرش الرحمن” وجاء مثله من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه.

قال النووي في شرح هذا الحديث “ج16 ص 22”: اختلف العلماء في تأويله، فقالت طائفة هو على ظاهره، واهتزاز العرش تحركه فرحا بقدوم روح سعد، وجعل الله في العرش تمييزا حصل به هذا، ولا مانع منه، كما قال تعالى ـ عن الحجارة ـ (وإن منها لما يهبط من خشية الله) (سورة البقرة: 74) وهذا القول هو ظاهر الحديث وهو المختار.

وقال المازري: قال بعضهم هو على حقيقته وأن العرش تحرك لموته، قال: وهذا لا ينكر من جهة العقل؛ لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون. قال: لكن لا تحصل فضيلة سعد بذلك، إلا أن يقال: إن الله تعالى جعل حركته علامة للملائكة على موته.

وقال آخرون: المراد اهتزاز أهل العرش وهم حملته وغيرهم من الملائكة، فحذف المضاف ـ وهو أهل ـ والمراد بالاهتزاز الاستبشار والقبول. ومنه قول العرب: فلان يهتز للمكارم، لا يريدون اضطراب جسمه وحركته، وإنما يريدون ارتياحه إليها وإقباله عليها.

الجواب: 

الصحابى هو سعد بن معاذ رضى الله عنه زعيم الأوس إحدى قبائل الأنصار فى المدينة