المطلوب رقم واحد لإسرائيل لا يعرف وجهه أحد سوا الدائرة الضيقة جدا المقربة منة ،شخصية تحاط بالكثير من السرية، وارتبط اسمها دائما بالحذر والحيطة وسرعة البديهة، ولا يعرف احد تحركاتة ولم يظهر منذ محاولة اغتيال فاشلة -من بين محاولات كثيرة- أواخر سبتمبر/أيلول 2002، وكان حينها قريبا من الاستشهاد، ولا يوجد للضيف سوى صورة التقطت قبل خمسة وعشرين عاما يظهر فيها وجهه نحيفا وغير ملتح.
قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بفلسطين، الرأس المدبر ” وهو اللقب الذي تطلقه المخابرات الاسرائيلية علية، تولى قيادة الجناح العسكري لحركة حماس واصبح القائد العام للقسام خليفة للشهيد الشيخ صلاح شحادة.
نجح عدة مرات من الإفلات من المخططات والمحاولات الاستخبارية المتعددة لاغتياله واثبت انه قادر على البقاء لعدة اشهر في مكان واحد ولا يستعمل الاجهزة الخلوية او الاتصالات الهاتفية مطلقا ولا يتعامل الا مع حلقة ضيقة جدا من القساميين .
اغتالتة اسرائيل عدة مرات كان أبرزها محاولات اغتياله تلك التي نجا فيها مع خبير المتفجرات الاول في حماس عدنان الغول عندما قصفت المروحيات قافلة السيارات التي كان موجود في إحداها. غير أنه نجح في المراوغة فيما استشهد بلال الغول الذي فداه بنفسه.
على مدى اكثر من عشرين عاما،قام بالتخطيط لعمليات كبرى ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي من خطف جنود واطلاق الصواريخ وحفر الانفاق.
اغتالت اسرائيل زوجة الضيف وداد (27 سنة) وطفله علي الذي يبلغ من العمر سبعة اشهر في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلا في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
ولد محمد دياب إبراهيم المصري، ويعرف محمد الضيف، عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطين المحتلة عام 1948. استقرت في أحد مخيمات اللاجئين قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز كطالب نشيط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح.
تشبع الضيف خلال فترة دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي، فانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية، والتحق بحركة حماس وعُدّ من أبرز رجالها الميدانيين.
اعتقلته إسرائيل عام 1989، وقضى 16 شهراً في سجون الاحتلال حيث بقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.
وتزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب الشهيد عزالدين القسام بشكل بارز على ساحة المقاومة الفلسطينية بعد أن نفذت عدة عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام في الضفة الغربية، وبرز كقيادي للكتائب القسامية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.
أشرف على عدة عمليات من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش -أحد أهم رموز المقاومة- يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996، خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاماً للرجل أوقعت أكثر من خمسين قتيلا إسرائيليا.
اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي عُدت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحماس، كما كشفت هذه المرحلة عن قدرة تخطيط وتنفيذ كبيرتين للقائد العام لكتائب القسام التي أقضّت مضاجع الاحتلال بعمليات نوعية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.
أهمية الرجل العسكرية جعلته مطلوبا على درجة كبيرة من الأهمية لإسرائيل التي ما فتئت أجهزة مخابراتها تعمل ليلا ونهارا في تعقبه، وتتصيد الفرصة للإيقاع به.
وأمام التعقب الإسرائيلي أصبح يتعامل بحيطة ويقظة، حيث لا يستعمل أجهزة الهاتف المحمول كما لا يستعمل الأجهزة التكنولوجية الحديثة، ويحذر في كل تحركاته تماما كحذره في اختيار دائرته القريبة منه القليلة العديد.
ورغم نجاحه في البقاء حيا خلال السنوات الماضية، فإن الضيف كان قريبا من الموت في خمس محاولات اغتيال تعرض لها. أشهرها كانت أواخر سبتمبر/أيلول 2002، حيث اعترفت إسرائيل بأنه نجا بأعجوبة عندما قصفت مروحياتها سيارات في حي الشيخ رضوان بغزة، لتتراجع عن تأكيدات سابقة بأن الضيف قتل في الهجوم المذكور.
ورغم أنه أصيب إصابة مباشرة جعلته مشلولا يجلس على كرسي متحرك وفق تقارير إعلامية، فإن إسرائيل لم يهدأ لها بال، وما زالت حتى الآن تعتبره أحد أهم المطلوبين لديها.
حاولت المخابرات الإسرائيلية تصفيته مجددا، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.