يتفائل الكثير من  المستثمرين في الأسواق المالية الكبرى، من صعود مرتقب لأسعار الأسهم خلال عام 2021م.

وذكرت مجلة “إيكونوميست” في تقرير أعدته واطلع عليه “نبض الخليج” إنه مع ظهور بوادر نهاية جائحة “كوفيد-19″، وانخفاض معدلات الفائدة الحقيقية، أصبحت الظروف ملائمة لانتعاش سوق الأسهم وبداية تعافي اقتصادات الدول الغنية، ويتوقع بعض المحللين ارتفاعا قياسيا في أسعار الأسهم عالميا.

وذكرت إيكونوميست  بعض العوامل التي قد تعيق هذا الصعود السريع المتوقع في سوق الأسهم، أولها العامل الاقتصادي، إذ لا تبدو الرؤية واضحة تماما إزاء أضرار ما بعد الجائحة، التي قد نبدأ برصدها قريبا بعد ظهور بعد لقاحات كورونا.

سجلت المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين نهاية العام الماضي صعودا لافتا، لكن تأثيرات الوباء لا تزال مستمرة، خاصة مع ظهور سلالات جديدة أدت إلى عمليات إغلاق أكثر صرامة في أوروبا ومختلف أنحاء العالم، ومن المرجح أن تستمر الأضرار الاقتصادية وقتا أطول مما كان متوقعا.

ويمثل الاتجاه الصاعد للسوق  عقبة كبيرة تحول أمام انتعاش المنتظر لأسعار الأسهم، لأن حالة التفاؤل المفرط قد تكون في كثير من الأحيان أمرا مثيرا للقلق، وتشير إلى أن المستثمرين قد استبقوا الأمور بشكل غير محسوب.

وأشارت إلى أن أغلب المستثميرن المتفائلين يستندون إلى استمرار الدعم الحكومي لإنعاش الاقتصاد، عن طريق إجراءات التحفيز والاتفاقيات، لكن مثل هذا الدعم قد لا يستمر طويلا، مثلما حدث في 2010 بعد الأزمة الاقتصادية العالمية.

ارتفاع معدلات التضخم مجددا سيشكل بدوره تهديدا كبيرا للأسواق المالية في 2021 (غيتي)

وشددت المجلة على أن ارتفاع معدلات التضخم مجددا سيشكل بدوره تهديدا كبيرا للأسواق المالية في 2021، فمع عمليات الإغلاق التي شهدتها الدول الغنية في المدة الماضية وضعف معدلات الاستهلاك وتراكم المدخرات، من المنتظر أن نشهد حالة من الإنفاق المفرط بعد الجائحة، مما يعزز احتمالات زيادة نسبة التضخم.

وأشارت إلى وجود العديد من التداعيات المرتبطة بكورونا وقد يكون لها تأثير مباشر وكبير في سوق الأسهم، ومن أهمها الديون المتراكمة على الشركات، فأثناء الإغلاق اقترضت الشركات بشكل مكثف للتأكد من أن لديها ما يكفي من الأموال لتحمل خسائر تعطل النشاط أو توقفه، ومثل هذه الأعباء ستؤثر في النشاط الاقتصادي ومن ثمّ في أسعار الأسهم.