منذ بداية موجة الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، كلفت وزارة الخارجية الإسرائيلية جميع السفراء والدبلوماسيين العاملين في الخارج، بتبرير الهجمات العسكرية التي تشمل قصف أهداف مدنية في قطاع غزة، وحددت لهذا الغرض صيغة ثابتة، تنص على أن حركة حماس هي المسؤولة عن التصعيد، وأنه ينبغي إدانة الحركة والتسليم بما يسمى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وبحسب صحيفة ”ماكور ريشون“ العبرية، اليوم الأحد، إلى أن الحملة الدبلوماسية الإسرائيلية على الصعيد الدولي تركز على رواية مفادها أن الحرب الحالية هي محاولة سياسية من حركة حماس لزيادة تأثيرها داخل المجتمع الفلسطيني، كما تروج لفكرة أن زيادة نفوذ الحركة لن تخدم فرص إعادة الزخم لملف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.

وتقول الخارجية الإسرائيلية إن عدة دول مثل النمسا والتشيك وسلوفينيا، أبدت موقفا داعما لإسرائيل، خلافاً لباقي دول أوروبا، ونقلت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله: ”لقد رفعت هذه الدول العلم الإسرائيلي فوق بنايات حكومية، لا أتذكر موقفا كهذا، إنهم يعلمون أن موقفنا مبرر وعادل وما نقوم به من عمليات هو أمر حتمي“.

تفهم أمريكي 

واوضح التقيم لنتائج الحملة الدبلوماسية التي تسير جنبا إلى جنب مع التصعيد العسكري القائم حاليا، وأعربت عن ارتياحها النسبي إزاء موقف بعض الدول، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، التي رأت أن لدى الدولة العبرية الحق في الدفاع عن نفسها، لكنه أشار إلى مخاوف الرئيس الأمريكي بشأن سلامة وأمن الصحفيين، وطالب بضرورة حمايتهم، كما أعرب عن قلقه بشأن الوضع الداخلي بين اليهود والعرب.

وذكرت الصحيفة أن ”بعض المصادر داخل الحزب الديمقراطي مازالت تتمسك بموقفها المعادي لإسرائيل، على خلاف موقف بايدن“.

انتقادات حادة 

وتطرقت الصحيفة إلى ما تم إنجازه على صعيد الدبلوماسية الإسرائيلية، وقالت إنه على الرغم من الانتقادات الحادة سواء من جانب دول أوروبية أو في العالم العربي للعمليات العسكرية في قطاع غزة، ألا أن عددا من الدول أبدت موقفا مؤيدا لإسرائيل، فيما تتخذ دول أخرى موقفا محايدا.

ولفتت الصحيفة إلى أن بداية التصعيد شهدت انتقادات حادة لإسرائيل بشأن ما يدور في القدس، بعد ذلك حدث توازن في المواقف الدولية على خلفية صور القصف الصاروخي من قبل المقاومة الفلسطينية، الذي ضرب أهدافا إسرائيلية عديدة، قبل أن تتسبب مشاهد آثار القصف الإسرائيلي والمصابين الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى قصف مقار صحافية في القطاع في عودة الانتقادات ضد إسرائيل.

وبحسب الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن 25% من البيانات الدولية تعقيبا على العمليات العسكرية الحالية أيدت الموقف الإسرائيلي، بينما جاء 40% منها محايدا، مطالبا بالتهدئة بين الطرفين، بينما ألقت 15% من البيانات الدولية بالمسؤولية الكاملة على إسرائيل.

ويبدو الموقف مختلفا في العالم العربي، على الرغم من التطورات التي شهدتها الشهور الأخيرة فيما يتعلق بتوقيع بعض الدول اتفاقيات سلام مع إسرائيل، إذ تتهم الدول العربية إسرائيل بالمسؤولية عن التصعيد الحالي وتمطرها بالانتقادات.