نبض الخليج
أعرب سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في موسكو اليوم الخميس، عن اهتمام روسيا بإطلاق حوار طبيعي بين إيران ودول الخليج العربية والتوصل إلى إجراءات بناء ثقة بين الطرفين، مشيرا إلى أن ذلك بين أهداف المفهوم الروسي للأمن الجماعي في الخليج.
وندد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، بسياسات إيران في المنطقة، مؤكدا على أهمية التصدي للتدخلات الإيرانية وأنشطتها التي “تعزز الدمار والخراب”، على حد تعبيره.
وقال وزير الخارجية السعودي خلال المؤتمر “بحثنا الأمن والاستقرار الإقليمي وكان من أهمها بطبيعة الحال ما يتعلق بأمن منطقة الخليج”.
أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده تتفهم تماما مخاوف السعودية إزاء إيران، وطرحت مبادرة من شأنها تخفيف التوتر بين الرياض وطهران.
وأضاف فيصل بن فرحان “شرحت أهمية التصدي للتدخلات الإيرانية المستمرة والاعتداءات المتتالية على أمن واستقرار المنطقة، وأنشطتها التي تعزز فقط من الدمار والخراب ولا تسهم أبدا في التنمية وتوفير سبل الرخاء، لا لمواطني إيران ولا لمواطني المملكة”.
وأكد وزير الخارجية السعودي على “أهمية إزاحة التدخلات المستمرة لإيران في سوريا”، وقال: “نراها نعطل الوصول إلى حلول حقيقية تخدم الشعب السوري”، مشددا على ضرورة دعم الجهود الرامية لحل الأزمة السورية.
وقال: “بطبيعة الحال، أنا موافق على أن التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة وفرض نماذج إيديولوجية عليها من الخارج أمر غير مقبول، ولا يجب على أي جهة ممارسة مثل هذا السلوك”.
وأشار وزير الخارجية الروسي في هذا الصدد إلى تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وليبيا وسوريا، مشددا على أن هذه الخطوات تجلب عواقب وخيمة إلى دول المنطقة وشعوبها
وتابع: “بحثنا هذا بالتفصيل اليوم، وأكدت مرة أخرى أننا نتفهم مخاوف السعودية، لاسيما بشأن الوضع حول إيران.. ونتفهم أن السعودية قلقة إزاء ما يجري حول برنامج إيران الصاروخي وتصرفات إيران المحددة في بعض دول المنطقة.. وتحدثا اليوم عن أن أجندة المؤتمر الذي نقترح عقده لبحث مفهوم الأمن الجماعي في الخليج قد تشمل كل هذه الأسئلة، بالإضافة إلى مخاوف الأطراف الأخرى ومنها إيران”.
وشدد لافروف على أن الشيء الأهم هو أن يعتمد مثل هذا الحوار على المساواة الحقيقية في الحقوق وأن يسهم جميع اللاعبين الخارجيين في توصل الأطراف المعنية إلى تفاهمات بدلا من تحريضها ضد بعضها البعض.
واتهم وزير الخارجية الروسي في هذا الصدد الإدارة الأمريكية الحالية بفعل كل ما بوسعها من أجل منع إطلاق مثل هذا الحوار والحيلولة دون تهيئة الظروف الملائمة له.
وأكد لافروف أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من المتوقع أن يزور موسكو في يناير الجاري، مبديا نيته مواصلة النقاش معه بهذا الشأن مع مراعاة نتائج مفاوضاته مع الأمير فيصل اليوم.
كما هاجم وزير الخارجية السعودية سياسات إيران في اليمن وجماعة الحوثيين، قائلا إن “المليشيا الحوثية المدعومة من إيران تعطل كافة الحلول السياسية”. وأكد على “أهمية دعم الجهود الأممية وكافة الجهود التي تسعى إلى تحقيق السلم والاستقرار في اليمن ومنع التدخلات التي تسعى إلى تعطيل ذلك الحل لا سيما ما تقوم به إيران من استمرار بتوريد الأسلحة بشتى أنواعها بما فيها الصواريخ الباليستية إلى المليشيا الحوثية”.