بنيت الكعبة أكثر من مرة في التاريخ، واختلف العلماء حول أول من بناها، فبعضهم يقول بأن أول من بناها الملائكة؛ من أجل الطواف بها، وذلك قبل ألفي عام من قدوم آدم -عليه الصلاة والسلام-، ومن العلماء من قال إن أول من بناها هو آدم -عليه الصلاة والسلام-، ومنهم من قال بأنه ابن آدم شيث -عليه السلام-، وبعض العلماء أقروا بأن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وابنه إسماعيل أول من بنى الكعبة، وقد استدلوا على ذلك بالقرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، مثل قوله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل).
أما بعض المحققين من العلماء، فقد ردّوا الآراء الثلاثة الأولى؛ وذلك لعدم وجود دليل من السنة النبوية أو القرآن على ذلك، واعتبروا هذه الآراء من الإسرائيليات التي لا تصدق، مثل الحافظ بن كثير -رحمه الله-، وبقيت الكعبة على بناء إبراهيم -عليه السلام-، حتى قامت قريش بإعادة ترميمها في الجاهلية، وكان الرسول يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً عندما شارك في ترميم الكعبة حيث قام بسقف الكعبة، وفي عهد عبد الله بن الزبير حرقت الكعبة، فأعاد بناءها، ثم قام الحجاج بن يوسف بترميمها في العهد الأموي، ثم السلطان مراد بن رابع في العهد العثماني.

سميت الكعبة بهذا الاسم؛ لأنها مربعة ومكعبة الشكل، وقيل لسموّها وعلوّها، وتقع في وسط المسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً، ويبلغ طولها اثنيْ عشرَ متراً.